السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عجبنى الموضوع دا قلت اجيبه ليكوا
كثيرا ما يتلفظ الآباء والأمهات بكلمات لا يحسبون لها حسابا، ولكنها تدمر الأهداف التربوية التي
ينشدونها فتربية الأبناء إما بالكلام أو بالأفعال وفي الحالتين هي كلام
ومن خلال تجاربي في حل المشاكل التربوية أكتشفت أكثر ما يساهم في انحراف الأبناء سوء
إستخدام الألفاظ والكلام .. جلست مع شاب هارب من بيته لأستمع لمشكلته مع والديه ملخصها
الكلام السيئ الذي يسمعه منهما ، وفتاة أشتكت من إنحرافها وهي غير راضية عن نفسها أرادت
تنتقم من سوء كلام والديها لها.
وقد جمعت بهذا المقال الأمراض التربوية في اللسان بعشر كلمات
تدمر نفسية الأبناء وتشجعهم على الإنحراف وهي كالتالي:
1. الشتم بوصف الطفل بأوصاف الحيوانات مثل «حمار. كلب....»، أو تشتم اليوم الذي ولد
فيه.
2. الإهانة والإنتقاص بأوصاف مثل«شقي. قبيح. سمين، أعرج، حرامي » والإهانة مثل
الجمرة تحرق القلب.
3. المقارنة وهذه تدمر شخصية الطفل لأن كل طفل لديه مواهب مختلفة والمقارنة تشعره
بالنقص و تقتل عنده الثقة بالنفس وتجعله يكره من يقارن به.
4. الحب المشروط كأن تشترط حبك له بفعل معين مثل «أنا مش هاحبك لأنك فعلت كذا،
أحبك اذا نجحت وذاكرت» يشعر الطفل بأنه غير محبوب ومرغوب فيه ، والأطفال يحبون الجد
والجدة كثيرا لأن حبهما غير مشروط.
5.معلومة خاطئة مثل «الرجل لا يبكي، أسكت أنتى صغير. هذا الولد جنني. أنا ما أقدر عليه.
الله يعاقبك ويحرقك بالنار».
6. الإحباط مثل «أنت ما تفهم، أسكت يا شيطان، ما منك فايدة».
7. التهديد الخاطئ «أكسر راسك، أشرب دمك، أذبحك».
8.المنع غير المقنع مثل دائما نرفض طلباته من غير بيان للسبب.
9. الدعاء عليه مثل «الله يأخذك، عساك تموت، ملعون». اللعن حرام اصلا الرسول صلى الله
عليه و سلم كان يسير و معاه رجل و ناقته فالرجل قال لناقته انتى ملعونة فالرسول سمعه و قال
له فكها و ابعدها لا تسير معنا ناقة ملعونة و نص الحديث اهو .. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم " من هذا اللاعنُ بعيرَه ؟ " قال : أنا . يا رسولَ اللهِ ! قال " انزِلْ عنه . فلا تصْحَبْنا
بملعونٍ . لا تدْعوا على أنفُسِكم ، ولا تدعُوا على أولادِكم ، ولا تدعوا على أموالِكم ، لا توافِقوا
من اللهِ ساعةً يُسأل فيها عطاءٌ ، فيستجيبُ لكم " .
10.الفضيحة وذلك بكشف أسراره وخصوصياته .
فهذه عشر كاملة وقد اطلعت على دراسة تفيد بأن الطفل إلى سن المراهقة يكون قد استمع من
والديه الى ستة عشر ألف كلمة سيئة من الشتائم الدراسة لم ترصد لنا إلا نوعا واحدا من
الأمراض اللسانية والتي ذكرناها، فتخيلوا معي طفلا لم يبلغ من العمر ثماني سنوات وفي قاموسه
أكثر من خمسة آلاف كلمة مدمرة فإن أثرها عليه سيكون أكبر من أسلحة الدمار الشامل فتدمر
حياته ونفسيته.
فلنحرص على انتقاء الكلام في بيوتنا فللكلمة أثر عظيم، فالقرآن الكريم أصله كلمة، والإنسان
يدخل في الإسلام ويخرج منه بكلمة، والأعزب ينتقل للحياة الزوجية ويخرج منها بكلمة، فلا
نستهين بالكلمة ولنحرص عليها وعلى الكلمة المؤثرة التي تساهم في بناء أطفالنا وتنميتهم،
فبالكلام نصنع السلام والوئام ويكون أبناؤنا تمام التمام.